سفرٌ سَفرْ تحترقُ بلوعةٍ .. يَعتَصِرُكَ الشجنْ أنفاسكَ تستقلُ قطارا ً دونما إنتظام تتدافعُ بإزدحام متلهفة ً علي الرحيل بإنتظار ِ صافرةِ المسير ؛ شوق .. لهفة .. حنين .. أنين - بالدرجة الفاخرة - وغير بعيد حسناءُ الألم / قطرة ُ دم / بـِحُضنِهَا طِفليها/ نزيف وحَزنْ ؛ مللٌ .. وتذمرٌ .. وضجرْ فحتي الساعة القطارُ يسبحُ في حيرة السؤال متي أوانُ الإقلاع ؟ ؛ شوق : تتسلي بحل ذكرياتها المتقاطعة أنين : بقلم ٍ رهيف .. تُدونُ كُحلَ قَصِيدها .. فوقَ رُمُوشها حنين : ترقبُ في حنان عبث َ الصغيرين / نزيف .. و .. حَزن / تمنت لو أسكَنتهُمَا صدرها فذكري طِفلتها فَرحْ / تُرفرفُ بالأفقْ تقهقهرت بنظرها حَزنَي إلي رصيف المحطة مُسكنة ً تنهيدتها زُجاجَ النافذة ليغرقَ كُـلُ مَن علي الرصيف في موج ِ .. سَحاب الضَبابِ الشفِيفْ يالَ الغرابة/ هو طيفُ فَرحْ يأسرُ بفتنتهِ .. قلبَ الرصيف الكئيب يُـظللهُ بالفرح ِ .. المُشتهي ِ المُحيط ْ ما أعجبها وأجملها من أم يكفيها أن تُرسلَ تنهيدة كي تـُنجبَ ألفَ طِفل ٍ وطفل !! ؛ / لهفة / حتي الساعة منشغلة ٌ برسالةِ خطيبها / نبض / الرسالة تمضي بالطريق وهي تتبعها - تعبت - لكنها لم تستطع سوي أن تلحقها إستعطفت الحروف أن تتأني بسيرها ولم تـُطِعها .. فهددتها بالإهمال سنينا ً .. - مَرحي - بالأعلي لافتة ٌ تُفصحُ عن سِر المكانْ هو إذا ً " رَصيفُ النسيان " إستجمعت قواها وأسكنتهُ عينها وسمعِها وكُلَ أشيائها ظلالٌ .. وأطياف تتلاطمُ كموج ٍ يائس ٍ بين جزر ٍٍ ومد وما من فائدة هي فحسبُ .. مجُرَدُ ظِلال - وضحكت ساخرة ً منها - لتعود من حيث ُ لم تمضي , لإكمال الرسالة فقلبها من دونهم جميعا ً, رفض أن يكون شريكا ً في المهزلة - معتذرة ً لها - فلنكمل المشوار هيا .. سافري وحلقي بنا كم حرفا ً لدينا ؟ ^ أربعة ترنم بها .. رجاء ؟ ^ سأحتاجُ لزمن ٍ بعُمق ِالتاريخ ِ حتي أكملُها ليتكِ تعذُريني وبدلال ِالحسناءِ رَجتهُ أن يختصرها ؟ ^ هامسا ً في عينها / لا / سأحتفظ ُ بإختصاري لليلة الزفاف وأعدكِ ليلتها أن أجعلَ حُشودَ اللغةِ تتحسـرُ لجهلِهَا أبجَدية َ هَذا الإختصار هيا طفلي .. قُله ولا تُتعِبني ؟ ^ ليتني أستطيع وإلي لقاء قريب لتتألـمَ بـِوجع ٍ وتَذرفَ دمعة لحقتها دمعة علي إثرهن كانت دمعة وها هي أصغرهُن بالسرب تلحق بأخواتها ليستلقوا جميعا ً تحت ظلال ِ حروف الرسالة (( فجأة )) إنسلَ جَنينٌ من رحمِ الدمعة .. كان شبيها ً بحرف الألف / فما زال صغيراً الدمعة الثانية أعلنت .. والفرحُ يغسِلُ قلبها عن ميلاد جنينها .. كان حرف الحاء / أو مايشبهه الدمعة الثالثة .. لم تتأخر كثيرا ً عنها لتضع مولدها .. وكأنهُ حرفُ الباء / أو ما يُشبهه أصغرُهنَ .. تلكَ البهية ُ الفاتنة تألمت بوجع ٍ أكبر فلقد كانت المرة الأولي التي تنجبُ فيها طفلا ً ها هـو يُشرق .. كالفجرِ بالـحُسن ِ يُزهرْ لِيتَفتَحَ يَاسمينُ الضَحكِ فوقَ وجهها المُتعبْ طفلُها يا عسلَ ضِحكتهِ .. وكأنه ُحرف الكاف / أو ما يشبهه لقد كان عُرس ميلاد كلمة من رحم الدموع - وتنهدت بإرتياح - تمكنتُ أخيرا ً من إكمال رسالتهِ , والردَ عليها سأجعلهُ الأن يستعطفني أن أختصرَ لهُ حُروفي ولن أهديهِ الإجابة ستكون كما إختصاره الموعود .. هديتي لهُ في ليلةِ الزفافْ - مَرحي ؛ صِرنا مُتعادلان - ؛ صوتُ صافرة القطار يَسرقُ منها دِفءَ أنفاس ِ المكان نظرة ٌ أخيرة للرسالة لم تحمل سوي كلمةٍ واحدة / وطني / أسفلُها كلمة ٌ نُقشتْ مِنْ دَم ِ دُموعها / أُحبك / قبلتها وتوسدت حروفها / وغفت لينطلق القطار / أخيرا ً بإتجاه الوطن وسفرٌ سفر بدموعنا ننقشُ ملاحمَ عِشقكَ يَاوَطنْ فلتكن من تكون ذاك الأسير , ذاك الذليل فليقولوا حتي الحقير وربي / أنتَ الأروعُ وإن إصطليتُ بناركَ من مطلع الميلادِ حتي المغيب وسفرٌ سفر كذلكَ أبجدية ُ غَزلنا العُذري مسافرونَ دوما ً بإتجاه الوطن وسفرٌ سَفَرْ دمعٌ / ووطنٌ / ورحمْ كن بخير ٍ / يَاوَطَنْ .